زيارة رئيس الصين للمغرب تزعج الجزائر
حل رئيس الصين شي جينبينغ بالمغرب، أمس الخميس 21 نونبر 2024، في زيارة سريعة استقبله خلالها ولي العهد الأمير مولاي الحسن، في الوقت الذي لم تخف الجزائر انزعاجها من التقارب بين البلدين.
وتهدف هذه زيارة رئيس الصين إلى تعزيز العلاقات المتينة بين المغرب والصين، وتأكيد الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين، وفقا لما أوردته وكالة المغرب العربي للأنباء.
نمو الاستثمارات الصينية في المغرب
وشهدت السنوات الأخيرة توسعا ملحوظا في الاستثمارات الصينية بالمغرب، خاصة في مجالات البنية التحتية والسكك الحديدية.
ويعد الموقع الاستراتيجي للمغرب قرب أوروبا، بالإضافة إلى اتفاقيات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، من أبرز عوامل جذب الشركات الصينية.
ومن المشاريع البارزة، أعلنت شركة “جوشن هاي تك” الصينية عن بناء أول مصنع لها في إفريقيا لإنتاج بطاريات السيارات الكهربائية في المغرب، باستثمار قدره 1.3 مليار دولار، وهو المشروع الذي يؤكد مكانة المغرب كوجهة استثمارية رئيسية للشركات الصينية في القارة.
التقارب الجيوسياسي بين المغرب والصين
أصبح المغرب جزءا مهما في مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، التي تهدف إلى تعزيز النفوذ الاقتصادي والتجاري عالميا، كما يعتبر المغرب شريكا استراتيجيا بفضل موقعه الذي يجعله بوابة بين إفريقيا وأوروبا.
ويرى الأكاديمي تشانغ يويو، في تصريح لوسائل الإعلام، أن المغرب يمثل نموذجا جديدا للعلاقات الصينية في المنطقة، بعيدا عن تركيز الصين التقليدي على الدول الغنية بالموارد الطبيعية، وهو ما أكده رئيس الصين أكثر من مرة.
انزعاج جزائري من التقارب المغرب والصين
لم يمر تعزيز العلاقات بين المغرب والصين، دون إثارة ردود فعل إقليمية، خاصة من الجزائر، التي تعتبر نفسها منافسا تقليديا للمغرب في المنطقة.
ويرى محللون أن تعزيز التعاون بين بكين والرباط قد يؤثر على التوازنات الإقليمية، خصوصا فيما يتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وتعتبر الجزائر نفسها شريكا تجاريا مهما للصين في مجال الطاقة، وتشعر بالقلق من توسع الاستثمارات الصينية في المغرب، خاصة مع تركيز بكين على مبادرات استراتيجية تعزز من موقع المغرب كمركز اقتصادي إقليمي.
التحديات المستقبلية
ورغم التقارب المتزايد، تفرض العلاقة بين المغرب والصين تحديات إقليمية، إذ يشير خبراء إلى أن الصين قد تواجه ضغوطا سياسية نتيجة هذه العلاقة، بما يعكس تشابها مع قضايا داخلية مثل هونغ كونغ وتايوان.
وتمثل زيارة الرئيس الصيني إلى المغرب خطوة مهمة لتعزيز التعاون الاقتصادي والجيوسياسي بين البلدين، لكنها تسلط الضوء أيضا على التوترات الإقليمية مع الجزائر. ومع استمرار الاستثمارات الصينية في المغرب، يبدو أن هذا التعاون مرشح للنمو، مع احتمال استمرار تأثيره على المشهد السياسي في المنطقة.