إطلاق أنبوب الغاز الإفريقي رغم تشويش الجزائر
أطلق المغرب مناقصات لبناء المراحل الأولى من مشروع أنبوب الغاز الضخم بين المغرب ونيجيريا خلال العام المقبل، خطوة محورية، ضمن “خطة عمل 2025” التي أعلنها المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، رغم حملات الجزائر للتشويش عليه.
ويهدف المشروع إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا عبر 16 دولة إفريقية على طول الساحل الأطلسي حتى المغرب، حيث سيتم ربط الأنبوب بشبكة الغاز المغربية الأوروبية وشبكة الغاز الأوروبية، مما يعزز من موقع المغرب محورا رئيسيا لنقل الطاقة إلى أوروبا.
أهمية مشروع أنبوب الغاز
ويتميز المشروع بطاقة نقل قصوى تصل إلى 30 مليار متر مكعب سنويا من الغاز، مما يعزز إمكانات الدول الإفريقية في تنويع مصادر الطاقة وتوفير موارد اقتصادية جديدة، إذ تشمل المناقصات المقبلة إنشاء الأنبوب داخل الأراضي المغربية، إذ ستغطي المرحلة الأولى المغرب وموريتانيا والسنغال، مع توقيع اتفاقيات لنقل الغاز وتأسيس شركة خاصة تتولى إدارة بناء وتشغيل وصيانة خط الأنابيب.
مسارات أنبوب الغاز
وحظي المشروع الطموح بتقدم لافت من خلال إتمام دراسات تفصيلية وتحديد مسارات الأنبوب واستكمال الدراسات الاقتصادية التي أكدت جدواه الاستراتيجية، ما أثار ردود فعل غاضبة من الجزائر، التي تنظر إليه كتهديد لمصالحها الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة، حيث تعتمد الجزائر على صادرات الغاز كأحد مصادرها الرئيسية للإيرادات.
ويحمل مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا تأثيرات كبيرة على الجزائر، التي تعتمد بشكل كبير على صادرات الغاز الطبيعي لتعزيز اقتصادها ومكانتها الجيوسياسية، كما يتسبب المشروع في منافسة مباشرة مع الجزائر، حيث يوفر بديلا لنقل الغاز الإفريقي إلى أوروبا عبر المغرب، مما قد يؤثر سلبا على حصة الجزائر في السوق الأوروبية التي تعتبر من أكبر مستوردي الغاز الجزائري.
ردود الفعل الجزائرية
ويزيد هذا المشروع من الضغط على الجزائر في مساعيها للحفاظ على دورها كمورد رئيسي للطاقة في المنطقة، خاصة أن الأنبوب سيمكن دول غرب إفريقيا من الوصول المباشر إلى السوق الأوروبية، دون الحاجة للاعتماد على المسار الجزائري.
كما يعزز المشروع مكانة المغرب مركزا للطاقة، ما يجعله شريكا استراتيجيا للاتحاد الأوروبي، في مجال تأمين مصادر الطاقة، وبالتالي، قد يؤدي إلى تراجع التأثير السياسي والاقتصادي للجزائر في المنطقة.
وتظهر الجزائر قلقا واضحا من المشروع، حيث ترى فيه تحديا استراتيجيا يهدد نفوذها ويضعف من قدرتها على استقطاب شركاء جدد.