الدرك الجزائري يتدخل في تندوف لوقف حمام الدم
شهد الصراع القبلي المحتدم بين قبيلتي “اسكارنة” و”الفقرة” في مخيمات تندوف، التي تحكمها البوليساريو، تطورات خطيرة، كادت أن تتسبب في حمام دم، قبل أن يتدخل الدرك الجزائري.
وقال منتدى فورستاين، إن بعض القبائل تدخلت لدعم عناصر من قبيلة السكارنة المنخرطين في تجارة المخدرات، مما عمق الأزمة وزاد من حدة التوتر، إذ اجتمعت مجموعات من المهربين ينتمون إلى قبائل “أولاد دليم” و”لعروسيين”، تلبية لدعوات من حلفائهم في قبيلة السكارنة التي دخلت في نزاع دموي مع قبيلة الفقرة.
تدخل الدرك الجزائري
ورغم عدم استخدام الأسلحة في الاشتباكات، شهدت المواجهات استعراضات بالسلاح خارج مخيم “27 فبراير”، ما استدعى تدخلا رسميا من السلطات الجزائرية التي أرسلت قوات من الدرك الجزائري لتطويق الموقع.
وجاء هذا التدخل للحيلولة دون تطور النزاع إلى مواجهة بالرصاص الحي، سيما في ظل عجز قيادة “البوليساريو” عن إدارة الصراع الذي انطلق كنزاع قبلي بسيط ثم تحول إلى صدامات قد تنذر باندلاع عنف أوسع نطاقا.
ويذكر أن الجزائر تلعب دورا بارزا في توجيه الصراعات في مخيمات تندوف، حيث يتهمها البعض بتأجيج الأوضاع ودعم عناصر من “البوليساريو” لإبقاء التوتر قائما، وهو ما يؤدي إلى تفاقم النزاعات الداخلية ويعرض سكان المخيمات لمخاطر متزايدة.
وتظل هذه التدخلات الجزائرية، إلى جانب ضعف إدارة البوليساريو، عوامل تهدد السلم الاجتماعي في تندوف وتحول المخيمات إلى بؤرة صراعات قد يصعب احتواؤها.
إطلاق النار في مخيمات تندوف
ونقل المنتدى، في وقت سابق، بعض تفاصيل المواجهات المسلحة، إذ نشب خلاف بين مجموعتين، حيث أشهر شخص ينتمي ل “اسكارنة” سلاحا وشرع في إطلاق النار، ما ترتبت عنه إصابة شخص برصاصة في القلب، مشيرا إلى أن الضحية صحراوي جزائري يحمل وثائق جزائرية، قبل أن تعلن قبيلة “الفقرة”، التي ينتمي إليها الضحية حالة استنفار، ولجأت امرأة، زوجة وزير سابق لدى “بوليساريو”، بتجهيز عدة أنواع من الأسلحة، قدرتها مصادر “فورستاين”، ب15 قطعة نارية، وتوزيعها على مهربين، بهدف الانتقام، إلا أن مفاوضات أدت إلى تسليم المتهم بإطلاق النار إلى ما يسمى “سلطات بوليساريو”.
انفلات أمني ورعب السكان
وقال المنتدى، الذي نشر صورا ومقاطع فيديو للمواجهات، إن سكان تندوف يشعرون بالرعب والصدمة، لتأكدهم من عدم قدرة قادة الانفصاليين على احتواء الصراع.
وفي أقل من أسبوع، شهدت المخيمات نفسها أكثر من انفلات أمني وصف ب”الخطير”، ما فضح هشاشة “بوليساريو”، إذ تجددت الدعوات تلقائيا لتنظيم السكان في مجموعات للدفاع عن حقوقها بالقوة، بسبب غياب منظومة الكيان الوهمي وتآكل أركانه، وهي الصراعات، التي تمثلت في أحداث “مخيم 27 فبراير”، وفشلت “بوليساريو” في احتوائه، رغم تسببها في إحراق الخيام وتخريب ممتلكات.