كابرانات الجزائر

اعتقال صنصال بالجزائر يغضب ماكرون

ألقت سلطات الجزائر القبض على الكاتب الفرنسي من أصول جزائرية بوعلام صنصال، بعد اختفائه القسري لمدة ستة أيام، منذ 16 نونبر 2024، ما أثار غضب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأفادت صحيفة “لوموند” الفرنسية أن صنصال، البالغ من العمر 75 عاما، تم إيقافه فور وصوله إلى مطار الجزائر قادما من باريس، ومن المتوقع أن يمثل قريبا أمام وكيل الجمهورية الجزائرية.

اختفاء غامض وتصاعد القلق الدولي

وصرح زافييه دريانكور، السفير الفرنسي السابق في الجزائر وصديق الكاتب، أن صنصال تناول العشاء معه في باريس قبل يوم من عودته إلى الجزائر، ولم يظهر أي قلق، وأضاف: “لم يستجب الكاتب لأي محاولات تواصل عبر الهاتف المحمول، البريد الإلكتروني، أو تطبيقات التواصل، مما أثار القلق بشأن مصيره”.

ورغم عدم صدور أي توضيح رسمي من الجزائر حول أسباب الاعتقال، فإن المحيطين بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكدوا أنه “قلق للغاية” بشأن الحادثة، مشيرين إلى التزامه بحرية الفكر وحقوق الكتاب.

مسيرة فكرية مثيرة للجدل

بوعلام صنصال، المهندس السابق والمسؤول الحكومي الذي أقيل من منصبه في 2003، كرس حياته للكتابة وتناول قضايا حساسة تتعلق بالمجتمع الجزائري.

وفي كتابه الأول “قسم البرابرة”، قدم تحليلا للعقليات التي أشعلت الحرب الأهلية الجزائرية في “العشرية السوداء”، وفي “قرية الألماني”، سلط الضوء على العلاقة المعقدة بين النازية وحركات التحرر، كما دعم الحراك الشعبي في 2019 ضد ترشح عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.

تصريحات أثارت الجدل

ووفقا لصحيفة لوموند، قد يكون سبب اعتقال صنصال مرتبطا بتصريحاته الأخيرة على منصة “فرونتيير” على يوتيوب، إذ تحدث الكاتب عن التاريخ المشترك بين المغرب والجزائر، مشيرا إلى أن مدنا مثل تلمسان ووهران كانت جزءا من المغرب قبل الاستعمار الفرنسي، وهي التصريحات التي أثارت استياء السلطات الجزائرية، خاصة في ظل حساسيات متعلقة بالنزاع السياسي مع المغرب.

أبعاد القضية

ويأتي اعتقال صنصال في وقت تشهد فيه الجزائر تراجعا في حرية التعبير وتضييقا على الأصوات المعارضة، إذ تعتبر هذه الخطوة جزءا من نهج أكثر صرامة ضد الشخصيات الفكرية التي تتحدى التوجهات الرسمية.

وبينما تتصاعد الضغوط الدولية للإفراج عن بوعلام صنصال، يبقى السؤال مطروحا حول مستقبل حرية التعبير في الجزائر، في ظل التشديد المتزايد على الأصوات المنتقدة للسلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى